Friday 3 November 2017

لكن الألم أيضًا بلا علم - داتشا ماراييني - مقالة نُشرت 2015 في جريدة القاهرة


هل نحن بالفعل أمام 11 سبتمبر أخرى، منذ الصباح تتردد هذه العبارة، وأعلنتها أيضًا منظمة داعش عندما أعلنت مسؤوليتها عن الحوادث البشعة التي اجتاحت باريس مساء أمس، قالوا إنها 11 سبتمبر فرنسا.لكن هل تغير شيئًا منذ أربعة عشر عامًا. لازلت أتذكر ما حدث في ذلك اليوم بالتفصيل، بل وتابعنا جميعًا بعض ما كُتب أيضًا في تلك الفترة. ومن الأشياء التي تركت أثرًا كبيرًا وقتها كانت مقالة نشرتها الصحفية والكاتبة المعروفة وقتها "اوريانا فالاتشي"،  بعنوان "الغضب والكبرياء"، نشرتها جريدة الكوريري ديللا سيرا، في 29 سبتمبر 2001. أتذكر كيف كانت مقالة ينبعث منها الغضب والكراهية، مقالة أثارت الرأي العام وقتها جدًا، وقام بالرد عليها الكثيرون. وصفتها فالاتشي  نفسها "بالقنبلة التي طالما رغبت في تفجيرها"، ليس فقط ضد الإسلام والعرب، بل أيضًا ضد العالم كله المتواطىء في نظرها، ولم تستثن سوى أمريكا التي كانت تشعر بالتعاطف الشديد معها. ولا أشك أن أصواتًا مشابهة لصوتها ستطلع علينا مرة أخرى في هذه الأيام أيضًا.فيما يلي، اجزاء من رد الروائية والصحفية الإيطالية داتشا ماراييني، والذي نشرته في الجريدة نفسها بعدها بأسبوعين، بعنوان "لكن الألم بلا علم". عزيزتى أوريانا،لطالما أعجبنى صدقك وشجاعتك، وشعرت بالسعادة عندما رأيت اسمك مرة أخرى في الكوريرى، ولكننى عندما قرأت مقالك الطويل والملئ بالانفعالات، يجب أن أصارحك أن الإعجاب بشجاعتك تحول إلى قلق من افتقارك للبصيرة.فلقد أصبح من يميز بين الإرهاب والإسلام، بالنسبة إليك، هو مثقف منافق، لعين، مسكين ومرائى، وبهذا المعيار سيكون البابا نفسه منافق. وماذا ستقولين عن الرئيس بوش، والذى تمتدحينه بتأثر شديد؟ أنت تقولين:"فلتعتادوا على اللعبة المزدوجة، وليعميكم قصر النظر عن الرؤية، ألا تفهمون أم لا تريدون أن تفهموا أننا أمام حرب دينية". تكتبين بنبرة عسكرية لا تحسدى عليها وتقولين "إنها حرب ربما لا تهدف الاستيلاء على أراضينا، ولكنها من المؤكد حرب تستهدف أرواحنا، تهدف القضاء على حريتنا وحضارتنا، حرب تستهدف أسلوبنا فى الحياة وفى الموت، تستهدف طريقتنا فى الصلاة أو فى عدم الصلاة، تستهدف طريقتنا فى الأكل والشرب وارتداء الملابس، تستهدف فى طريقتنا فى التسلية والتعليم. ألا تفهمون أم لا تريدون أن تفهموا إننا إذا لم نقف أمامهم وندافع عن أنفسنا، إذا لم نحارب سينتصر الجهاد، وسيدمر العالم الذى نجحنا فى بنائه سواء بطريقة جيدة أم سيئة، ذلك العالم الذى غيرناه وطورناه، وجعلناه أكثر ذكاءاً، وأقل نفاقاً، بل بلا نفاق. إنهم سيدمرون حضارتنا وفننا، وعلومنا وأخلاقنا، وقيمنا ومتعنا".اعلم يا أوريانا، لا يمكن لأحد أن يطلب منك التفكير بهدوء، ولكن بالله عليك، اوقفى غضبك وانظرى حولك. إن نيويورك بالذات، تلك المدينة التى اخترت أن تعيشى فيها هى أكثر مدينة متعددة العرقيات موجودة فى العالم، وأنت تعلمين أن فى البرجين مات أيضاً أكثر من أربعمائة مسلم، سُحقوا، واختنقوا واحترقوا أحياء، بيد بعض المجرمين.إن أول من دفع ثمن التعصب الدينى كانوا أولئك الفتيات اللاتى ذُبحن فى الجزائر، بكل بساطة، لأنهن أردن الذهاب إلى المدرسة، والفلاحين الذين لم يرغبوا سوى في زرع أراضيهم ويبيع منتجاتهم فى الأسواق المختلفة، السيدات اللاتى تم رجمهن فى أفغانستان لأنهن البرقع لم يكن مطابقًا للمواصفات.  لم يكن المسلمين – عامة – هم الذين ارتكبوا الجريمة البشعة، كما لم يكن الإيطاليين – عامة – هم الذين ألقوا بالقنبلة على البنك الزراعى فى ميلانو، وعلى محطة بولوينا، ولكن من فعل ذلك كانوا أشخاص محددين لهم اسم ولقب.إنهم أولئك الأشخاص يجب اكتشافهم ومحاكمتهم وإدانتهم، كما حدث بعد محاكمة النازية فى نورينبرج. إن الحرب ليست هى الرد المناسب ضد الإرهاب، ولكن ربما حان الوقت لتمارس الشرطة الدولية عملها. لقد كتبت قائلة: ".. لأن ما يتعرض للخطر هو مصير الغرب، وما يصارع للبقاء هى حضارتنا..!" "فإذا سقطت أمريكا ستسقط أوروبا، وسيسقط الغرب، سنسقط جميعاً..... وبدلاً من الأجراس سنستمع لصوت المؤذن، وبدلاً من أن نرتدى التنورات القصيرة سنرتدى الشادور، وبدلاً من أن نشرب الكونياك سنشرب لبن الجمال."إن نزعتك التحذيرية تلك، والتي يمكنني أن أفهم أن سببها خبراتك المؤلمة مع الحروب، إنما تتسبب فى إحياء كراهيات قديمة ومخاوف أقدم تبعدنا عن امكانية القبض على المجرمين الحقيقيين فى هذه المذبحة.لا يمكنك القول بكل بساطة: "ولكن فى إيطاليا وحيث الجوامع فى ميلانو وروما وتورينو تشغى بالجبناء أتباع بن لادن، وبالإرهابيين الذين ينتظرون الفرصة ليفجروا قبة القديس بطرس.." لأن هذا ليس حقيقياً... ففى مثل هذه الأيام فى باليرمو وفى نابولى، كانت هناك تظاهرات للعرب والإيطاليين من أجل من سقطوا فى منهاتن، ولا يمكن إطلاق أحكامك على من يعملون ويكافحون للاستمرار بكرامة فى حياة غربة صعبة."هل تستطيع أن تشرح لى هذا أيها الفارس الهُمام؟! هل رجال الشرطة والبوليس لديك بهذا العجز؟ هل مخابراتك السرية بهذا الغباء؟ هل موظفيك بهذا العته؟" ثم تصرين على الاستمرار فى طريقة وكيل النيابة لتقولى: "أم أنك تخشى إذا قمت بالتحريات الجادة والتى ربما تقودك للقبض على الكثيرين أن ينعتوك بالتعصب!!ولكن يا أوريانا، إذا كان البلد الذى تتخذينه نموذجاً يُحتذى به، لم يكن قادراً على توقع هذه الكارثة، لماذا تعتقدى أن هذا واجب على بلدنا؟! إن الإرهاب جبان، يعيش متنكرًا، يخدع، ويستغل الثقة والحرية، والتى كما قلت أنت، هما أفضل شيئان في البلاد التى لا تسيطر عليها الثيوقراطية.  يبدو لي أن ضخامة المشروع حالت أن يتوقعه أحد وبالتالى أن يتمكن من تجنبه. إن فكرة تحويل الطائرات المسالمة إلى متفجرات تقتل الآلاف من الأبرياء شيء يصعب، بالتأكيد، تخيله. يبدو لنا اليوم الفوضويين الذين اغتالوا ملكاً أو رئيس دولة– إذا تذكرناهم اليوم – أطفالاً سذج، إلا أنهم هم أيضاً غيروا فى مجرى التاريخ.ولكنهم  استهدفوا شخصاً معيناً، يؤمنون أنه مدان بجريمة قتل، تعذيب، استغلال السلطة، إلخ... نحن الآن أمام شيء حدث فى فترة سلام، بنوع من الخداع المتبجح والذي لا يمكن توقعه، والذى أصاب أبرياء كانوا يجهلون تماماً الخطر الذى كان يحدق بهم، هى عملية إبادة جماعية، نفذوها بوقاحة متناهية، بقسوة وحشية، شئ بعيد عن كل تصور واحتمال. وباندفاع متهور، تؤكدين إنك حتى لا تريدين أن تسمعى أحد يتحدث عن ثقافتين، لأنه بهذه الطريقة يتم وضعهما على المستوى نفسه "وكأنهما واقعين متوازيين". ثم تنطلقين مثل الإعصار لتفعلى شيئاً – يرفض أي شخص لديه ذرة من الفهم عمله- وهو المقارنة بين الحضارتين.ليس من الضرورى أن يدرس المرء الأنثروبولوجيا، ليعرف أن أى مقارنة بين الثقافات لا معنى له. حيث أن الحضارة فى تغير مستمر، فكل ثقافة – حتى تلك التى تبدو بدائية جداً – تعيش على قيم وقواعد، أصول، ونظام خاص،  أشياء لا يمكن احتقارها على الإطلاق.كل إنسان هو جزء من نظام مكون من المعرفة والآراء، سواء كانت يتميز بالنجاح أم بالفشل، فهو يستحق أن يعيش بكرامة وأن يحظى باحترام الآخرين.ولقد كانت للحضارة الأفريقية – فى حقبة ما – أهمية أكثر من حضارة روما وأثينا، وذلك إذا لم نتحدث عن الحضارة الإسلامية. فلعدة قرون علم الإسلام أوروبا كيف تحصى النجوم، وكيف تقوم بحساب المسافات بين الكواكب، وكيف تفكر وتكتب العمليات الحسابية.فلنترك إذن جانباً الحديث عن الحضارات. فعقب آلاف السنين من الكراهية والحروب يجب أن نكون قد تعلمنا إن الألم لا علم له، وإن ما يتطلع إليه أغلبية البشر هو نوع من التعايش السلمي بين الأفراد المنتمين إلى ثقافات مختلفة، والمؤمنين بديانات مختلفة.إن برجى منهاتن يقولان لنا بوضوح شيئاً مقدساً، وهو أن الحضارة الحالية مصنوعة من بوتقة تجمع الثقافات المختلفة. ففى البرجين اللذين جُرحا حتى الموت كان يعيش – وبكل تحضّر – أشخاصًا ينتمون إلى أربعين جنسية. لم تكن أمريكا لتصبح ما هى عليه الآن إن لم تكن تستقبل وتحتضن الجميع.  أمريكا التى تحبينها، لا تخاف من أن تفقد هويتها. أندلعت فيها حربًا أهلية وانتصر فيها الجانب الأفضل، الجانب القادر على الاستقبال والتضامن.ولكن واقع الامر هو أن البلاد الغنية والقادرة يمكنها أن تسمح لنفسها بأشياء غالباً لا يُسمح بها للبلاد الفقيرة: حرية الكلمة وحرية الفكر، حرية التعليم والديمقراطية وحرية البحث العلمى والفن. إن الدول التى تشعر أنها على هامش التاريخ هى التى تعانى من صعوبات البقاء، وهى التى تواجه المستقبل بحزن وألم عندما تجد نفسها وقد غرقت فى الكراهية.لا يعنى كون الإنسان يتمتع بالثراء والقوة أنه الأفضل، ولكن من المؤكد أن عليه تحمل قدراً أكبر من المسؤولية.إنك تتحدثين عن المهاجرين الذين لجأوا إلى أراضينا باحتقار شديد وكأنهم هم المسؤولين عن كل الجرائم: "إن الأمر لا يتعلق بمجرد هجرة، إنه غزو يُقاد بطرق خفية... "أنا لن أنسى أبداً التجمعات التى ملأ بها المهاجرون المتسللون ميادين إيطاليا ليحصلوا على إذن الإقامة. تلك الوجوه المشوهة والشريرة، تلك القبضات المرفوعة، والمُهددة، تلك الأصوات الساخطة والتى أعادت إلى ذهنى طهران الخومينى".
إننى أتعجب من الطريقة التى يستطيع أن يرى بها الإنسان ما يرغب فقط فى رؤيته.ربما إذا دققت النظر، ودون أى مبالغة وادعاء، لأدركت ما أدركته أنا وكثيرون آخرون مثلى؛ ربما رأيت اليأس الذى أحاط بهؤلاء فجعلهم يتركون منازلهم وبلادهم ليهربوا إما من حرب قاسية أو بحثاً عن العمل أو عن أى شئ يسمح لهم بالبقاء على قيد الحياة. من المؤكد ان هناك كثير من المجرمين اندسوا فى وسطهم، مثل المجرمون الإيطاليين الموجودون فى إيطاليا... ولكن يالتعاسة من لا يستطيع التمييز بين الصالح والطالح.يمكنك أن ترى بوضوح أن أغلبية المهاجرين هم أناس فقراء، لا يعرفون إلى أين يلجأون، ويتركون منازلهم خوفاً من القنابل وويلات الحرب. لا أستطيع أن أفهم كيف أمكنك أن تقولى بكل وقاحة: "هذا أفضل لهم لأنهم يستحقون ذلك...!" وإذا كان النساء فى بعض البلاد يتمتعن بقدر كبير من الغباء بحيث يقبلن ارتداء الشادور فتباً لهن... وإذا كن بالغباء ليقبلن ألا يذهبن إلى المدرسة، وإلا يذهبن إلى الطبيب، وألا تلتقط لهن الصور فتباً لهن.. وإذا كن بالحماقة التى تسمح لهن بالزواج من شخص غبى يرغب فى التزوج من أربع نساء... فتباً لهن أيضاً."إلا أنك تعرفين حق المعرفة إن أولئك النساء يخاطرن بحياتهن طوال الوقت، وأنها كلها أشياء تفرضها عليهن ببشاعة السلطة الديكتاتورية العسكرية. لقد ذهبت إلى أفغانستان قبل أن يحكمها الطالبان، وعرفت سيدات محاميات ومدرسات، ولم يكن مختبئات ولا ملتحفات كالأشباح. ولكنك لا تميزين: "أسامة بن لادن يؤكد أن كوكب الأرض كله يجب أن يدين بالإسلام، وإننا جميعاً يجب أن نهتدى للإسلام، سواء بالحسنة أم بالقوة، وهو سيفعل ذلك، ولهذا سيقتلنا وسيستمر فى ذبحنا".ولكن لماذا لا تطلقين على الأشياء مسمياتها الحقيقية، إنه عمل إرهابى متعصب، وستتم محاربته والقضاء عليه؛ إذا قمت أنت بتحويله إلي أولى التحركات الحربية للحرب المقدسة فأنت بذلك تشاركينهم فى لعبتهم. إنه فخ يا أوريانا!  ويبدو لى أنك قد وقعت فيه بالفعل.أما بالنسبة للكاميكاز، فأنت تقولين أنك لا تشعرين بالرحمة تجاههم، ولكن ألا تعتقدين أن من يستحقون هذا الاحتقار، وعدم الرحمة هم الذين يجندونهم، ومن يرسلونهم للموت، ومن يقنعوهم أن أجسادهم ليست سوى ألغاماً أو أسلحة؟إليك إذن من يستحقون الاحتقار والكراهية؛ إنها تلك الجماعات المتعصبة التى تحول البشر، والمراهقين من الشباب إلى أدوات قتل، وكل هذا فى سبيل إظهار قدراتهم وأيديولوجياتهم، إيمانهم وتعصبهم. ولكن هل يمكن أن يكون هناك إله يميل للدماء، وعدو للبشر ليطلب كل هذه الضحايا!؟أنتِ تقولين إن غضبك قد تفجر عندما عرفت أنه فى إيطاليا، حدث كما حدث فى فلسطين حيث شعر الناس بالسعادة لهذا الهجوم الإرهابى. أستطيع أن أؤكد لك أنه لم يحدث فى إيطاليا أن احتفل أحد بهذا الحادث البشع، لم ير أحد ولا صورة واحدة لاحتفال أو لاحتفاء ما سواء فى التلفزيون أم فى الشوارع أم فى أى مكان آخر.لم يشهد أحد سوى الدهشة والخوف والألم والرعب، لقد حدقنا جميعاً فى تلك الكارثة، شهدناها ونحن نشعر بالعجز والدموع تتساقط من أعيننا، تلك الأجساد التي كانت تتدلى بجوار حوائط ناطحتى السحاب مترددة بين أنه تلقى بنفسها لأسفل أو بأن تواجه الموت حرقاً.أؤكد لك، لم يفرح أحد فى إيطاليا، بل لقد كان فى البرجين المئات من الإيطاليين أيضًا، والذين تحولوا بدورهم إلى قطعاً صغيرة. وربما يمكننا أن نقول أن أولئك الذين ماتوا على الفور محظوظين، لأن البعض ذبل تحت الانقاض فى محاولة يائسة للاتصال بذويه، كيف يمكن أن ننسى تلك الأصوات التى من وسط رعب ذلك الانهيار أرسلوا بشجاعة رسائل حب لذويهم؟! كيف نبعدهم عن أذهاننا؟أحياناً نحاول أن نزيل من على كاهلنا ثقل ما نشعر به من معاناة الآخرين، ثقل خطأ لا يُغتفر، فنغلق أعيننا. ولكن عندما يُقدم لنا الموت مباشرة عن طريق شاشة التلفزيون، ترفض جفوننا أن تُغلق، ولا يستطيع أحد أن يشيح بوجهه، بل ويشعر كل منا أنه تورط بالفعل. فى واقع الأمر يموت جزء منا نحن أيضاً. وقد مات بالفعل جزء منا جميعًا، ألقينا نحن أيضًا بأنفسنا فى الفضاء مثل أولئك المساكين التعساء والذين رأيناهم يرتعدون لحظات كأنها الدهر قبل أن يتمزقوا على الأرض. إن الازدواجية في التفكير، وجريمة القوة الأحادية، والاستخدام الخاطئ للتكنولوجيا، والتراكم الجنونى للأموال، أشياء لا أصل لها في أي من الديانات، وإن كان بعض الأفراد المتعطشين للنجاح وللسلطة قد استخدموا الديانات ليفرضوا من خلالها أسباب الموت والرعب، لنعاملهم بما يستحقون، لنحاكمهم محاكمة علنية، ولكن لنحاول أن نتجنب الحروب التى عادة وغالباً لا تؤذى سوى الأبرياء.محبتي، داتشا مارايينيترجمة: د. أماني فوزي حبشي

No comments:

Post a Comment