Wednesday 24 January 2018

في ليلة من الليالي حلُمت أنك تتكلم

إن الشخص المصاب بالتوحد هو شخص لا يمنح أي اهتمام إلى كل هذا. إن كل ما يمكنه تقديمه لأهله هو مجرد نظرة  حالمة، لا تحمل الكثير،  حيث لا أحد يعلم فيما يفكر. ولكن يحدث أحيانًا أنه في كومة هؤلاء "الغرباء"، يختار المتوحد شخصًا واحدًا؛ ويلقى عليه بحبل غير مرئي ليصطاد ذلك المحظوظ. لا أحد يعلم شيئًا عن أسس هذا الاختيار، ولا حتى إلى متى يستمر هذا الارتباط. ربما مدى الحياة وربما لفصلٍ واحدٍ من فصول السنة.  وأنا أعرف أنني قد تم اختياري، و أنني لن أستطيع أن أتراجع. 


إن الأدبيات المتعلقة بحالات التوحد كثيرة جدًا، ولكن، وعلى الرغم من أن لدي ابن متوحد في المنزل، فإنني لن أستطيع القول بأن الأمر يتعلق بمجرد نوع من أنواع الإعاقات. أحيانًا أعتقد أن المتوحدين هم أشخاص قد ولدوا أيتامًا، بغض النظر عن وجود من جاء بهم إلى الحياة من عدمه. إن الشخص المتوحد هو شخص يعيش غربة أبدية، ليصبح مسجونًا بين أشخاص غريبة عنه، لا يمكنهم التعرف عليه، وليس لديه أي أمل في أن يفهمه أحد فهمًا حقيقيًا. لذلك فإن مشكلتنا معهم هي الاهتمام، حيث إننا نجتهد في أن نقودهم إلى وضع صحي  في رأينا، بينما هم في الحقيقة يمكن أن يكونوا غير مصابين بأي مرض، ربما يكونون فقط غير مهتمين بمشاركة أفكارهم معنا. 



 فقرة من الفصل الأول لكتاب عن التوحد

في ليلة من الليالي حلُمت أنك تتكلم (هكذا تعلمت كيف أكون أبًا لابني المصاب بالتوحد)
مؤلف الكتاب: جان لوكا نيكوليتي 


No comments:

Post a Comment